هبه سراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هبه سراج

الحياة والمشاكل المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وعلى طريق الدعوة ... نحتاج الى زاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هبه سراج




المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 08/09/2008

وعلى طريق الدعوة ... نحتاج الى زاد Empty
مُساهمةموضوع: وعلى طريق الدعوة ... نحتاج الى زاد   وعلى طريق الدعوة ... نحتاج الى زاد Icon_minitime1الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 9:53 am

وعلى طريق الدعوة ... نحتاج الى زاد

( كل مسافر فى طريق ما لابد له من التزود بكل ما يحتاجه على طريقه ، بما يهيىء له أسباب مواصلة السير وتحقيق الغاية التى يهدف إليها من سفره ، آخذا فى اعتباره ما سيتعرض له فى طريقه من أمور ربما تتسبب فى انقطاع الطريق به وعدم مواصلة السير ، أو قد تباعد بينه وبين غايته أو على الأقل قد تعوق مسيرته ) .
وطريق الدعوة هو كل شىء فى حياة الداعى الى الله وأولى الطرق بالاهتمام بما يلزم من زاد يحمى من الانحراف عن الطريق أو الانقطاع و التوقف ، أو التعويق و التعثر ، لما يترتب على ذلك من خسران مبين وتفويت لخير كبير وفوز عظيم .
هذا الزاد يتمثل أول ما يتمثل فى الإيمان القوى وتقوى الله وهى خير زاد ثم معينات أخرى ، كالصحبة الصالحة ، والأدلاَّء الذين يرشدون ويقدمون الخبرة و التجربة وغير ذلك مما يجدد الطاقة و العزيمة وتجنب الانحراف و الخطأ .
وللتدليل على لزوم هذا الزاد وأهميته نقول أن سيارة المسافر إذا نفد منها الوقود على الطريق ولم يتجدد صارت وكأنها قطعة من الحديد لا تعينه على التحرك خطوة واحدة ، كذلك من يسلك طريق الدعوة إذا تعرض زاده للنقصان أو النفاد دون تجديد وازدياد صار صاحبه وكأنه جثة هامدة مريضة لاتستطيع حراكاً وصدق الله العظيم :{ أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها } وقوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } .
إن هذا الزاد من الإيمان وتقوى الله يفجر ينابيع الخير من داخل النفوس ويولد الطاقات ويشحذ الهمم والعزائم فتسهل الحركة وتخف جواذب الأرض وتتخطى العقبات وتتفادى المنعطفات وتتضح معالم الطريق ويكون الصدق والإخلاص و العزم و الثبات ويتحقق ما يشبه المعجزات من الإنجازات على الطريق .
إننا على طريق الدعوة نحتاج أول ما نحتاج الى الشعور بمعية الله فى كل خطوة وكل حركة وسكنة ، بل فى كل لحظة فمن كان الله معه لم يفقد شيئاً ومن تخلى الله عنه فلن يجد إلا الضياع و الضلال ، وهذه المعية قد منَّ الله بها على المؤمنين أهل التقوى والإحسان حيث قال تعالى :{ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون } وفى آية أخرى :{ وأن الله مع المؤمنين } .
ما أحوجنا على طريق الدعوة لنور الله يضىء لنا الطريق فنسير على بصيرة دون انزلاق فى منعطفات تبعدنا أو عثرات تقعدنا ، وهذا يتحقق بإذن الله بزاد من التقوى والإيمان مصداقاً لقول الله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم } ، وقال تعالى :{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } ، { وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } .وعلى طريق الدعوة ولكى نستطيع أن نؤثر ونغير الواقع الباطل لنقيم الحق يجب أن نستشعر معانى العزة و القوة وعلو المنزلة ونتخلص من كل معانى الضعف و الوهن و الذل ، ولا يتحقق ذلك إلا بزاد من الإيمان :{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } ، { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنينن ولكن المنافقين لا يعلمون } ، { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } .
ما أحوجنا على طريق الدعوة الى تطويع أنفسنا على الجهاد و التضحية بكل ما نملك من نفس ومال وجهد وفكر ووقت دون تردد ، ولا يقدر على ذلك إلا من تزود بإيمان يجعله يؤثر ما عند الله ويسترخص كل غال فى سبيل الله :{ الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت } ، { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى يسبيل الله فيَقْتُلُون ويُقْتَلُون } .
نتعرض على طريق الدعوة الى الإيذاء - والابتلاء - فتلك سنة الله فى الدعوات - ولايعين على تحمل ذلك و الصبر عليه إلا زاد من الإيمان و التقوى :{ لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } وكان هذا منطق رسل الله أمام إيذاء الكفار :{ ومالنا ألا نتوكل علىالله وقد هدانا سبلنا ولنصبرنّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون } وكان منطق سحرة فرعون بعد إيمانهم وتهديد فرعون لهم :{ قالوا لن نؤثرك عل ما جاءنا من البينات و الذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى } .
ما أحوجنا على طريق الدعوة الى تثبيت الله لنا فلا تردد ولا شك ولا بعد ولا تخلٍّ عن العمل ،والواجبات مهما ثقلت أو كثرت ، والله سبحانه يمنُّ بذلك على الذين آمنوا :{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة } ، :{ إذ يوحى ربك الى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب } فاللهم ثبت أقدامنا على طريقك .
يتعرض الدعاة الى الله على طريق الدعوة الى التخويف و التهديد و الوعيد من أعداء الله مما يدعو البعض الى الخوف و البعد و القعود ولا ينجو من ذلك إلا المتسلح بسلاح الإيمان المتزود بزاد التقوى :{ يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لايضع أجر المؤمنين الذين استجابوا لله و الرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } .
ما أحوجنا ونحن على طريق الدعوة الى تدعيم رابطة الأخوة و الحب فى الله ليتم التعاون و التفاهم فى مهام الدعوة فى يسر والتقاء من قريب بسبب هذا الحب وهذه الأخوة ، ولا يتحقق ذلك بصورة صادقة دائمة إلا بين المؤمنين :{ المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض } ، { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون } ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشرط تمام الإيمان بتحقيق هذا الحب Sad لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
يتعرض الداعى الى الله وهو على طريق الدعوة الى فترات من الفتور و الكسل يُخشى لو استمرت أن تؤدى الى الاسترخاء و القعود ، ولكن المؤمنين بالتواصى بالحق و التواصى بالصبر كما أشار القرآن يمكنهم أن يتفادوا ذلك وبالذكرى التى تنفع المؤمنين و التناصح الواجب بين المؤمنين بأن يذكر أخاه إذا نسى ويعينه إذا ذكر وأن يبصره بعيوبه ويعينه على التخلص منها .
وما أكثر ما يتعرض الداعون الى الله الى أحداث ومواقف قد تجعلهم فى ضيق أو حرج أو حيرة ويحتاجون الى تحديد الموقف الذى يمليه عليهم إسلامهم إزاء المواقف أو الأحداث و التقييم السليم لها من خلال النظرة الإسلامية و الإقدام على قولة الحق ولو كان من ورائها العنت والإيذاء ولا يفيد ويعين فى كل ذلك إلا زاد من الإيمان وتقوى الله :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه } :{ ومن يؤمن بالله يهد قلبه } ، :{ ومتى يتق الله يجعل له من أمره يسراً } :{ ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشداً } :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً } وفى الحديث Sad من أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر ) .
وعلى طريق الدعوة يتحتم على كل فرد أن يتحرى شرع الله فى كل قول وعمل ولا يخالف أمر الله ولا أمر رسوله فى كل أحواله ، وأن يحرص على وحدة الصف وعدم الخروج عليه ، ولا يعين على ذلك إلا إيمان صادق يحمى صاحبه من التقصير أو المخالفة وعدم الالتزام :{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } ، :{ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } ، :{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله } .
وعلى طريق الدعوة نحتاج الى العلم النافع اللازم لمن يدعو ال الله على بصيرة ولا تكفى القراءة وكثرتها فى ذلك ولكن لابد من تقوى الله وإخلاص النية ليفيض الله من لدنه علماً ونوراً وتوفيقاً ، وصدق الله العظيم :{ واتقوا الله ويعلمكم الله }، { وقل رب زدنى علماً } .
ونحن على طريق الدعوة نشعر بالحاجة الملحة لتأييد الله ونصره لنا خاصة حين نتعرض الى الصور المختلفة من كيد أعداء الله وحربهم :{ وزلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } ، ونصر الله و التمكين لدينه لا يتحقق إلا للمؤمنين المجاهدين ، فالزاد من الإيمان القوى سبب أساسى وشرط لازم لتحقيق نصر الله و التمكين :{ وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } :{ إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } :{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لايشركون بى شيئاً } .
وأخيراً يلزم أن نظل أوفياء بالعهد غير ناكثين ولا مبدلين ولا مغيرين حتى نلقى الله على طريق الدعوة ونحن على ذلك ، والإيمان وتقوى الله خير زاد يعيننا على ذلك :{ بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين } ، :{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً } .
وهكذا رأينا مدى حاجتنا الى الزاد على الطريق ، وكيف أننا لانستطيع أن نخطو خطوة أو نحقق خيراً وننجز عملاً بغير هذا الزاد من الإيمان و التقوى ، فلنتزود به ولنجدده دائماً على الطريق ولا ندعه ينقص أو يتعرض للنفاد ، بل نعمل على أن يزداد ويزداد ، وحول التعرف على مصادر الزاد وكيف نعمل على زيادته وتجديده ستكون هذه الموضوعات بإذن الله ونسأل الله العون و التوفيق .

فلنتزود ...... من القرآن
أرانى أشعر بالعجز عند الكتابة حول موضوع الزاد على الطريق وخاصة حول كيفية التزود وكيف ننهل من زاد الإيمان و التقوى و الهداية و النور ، فالأمر ليس أمر خبرة وتجربة ومعرفة لكنَّه بالدرجة الأولى يرجع الى تفضل المعطى الوهاب سبحانه وتعالى { يختص برحمته من يشاء } وهو الذى يمنُّ علينا بالهداية والإيمان ويفيض بأنواره ورحمته بلا حدود فلا حرج على فضل الله .
{ يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علىّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } ،
{ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم } .

الله مصدر كل خير :
فالله سبحانه مصدر كل خير ولكنه تفضلاً منه ورحمة بنا أرشدنا الى الوسائل والأسباب التى نأخذ بها كى نستجلب هذا الزاد منه سبحانه ، ولو دققنا لوجدنا أن الأمر بالدرجة الأولى يرجع الى حال العبد الذى يقف بباب ربه يسأله ليعطيه ، فيطلع منه ربه على خضوعه وخشوعه وذله وافتقاره إليه وخوفه منه وخشيته له ورجائه منه وطمعه فى رحمته ، هذا هو الأصل ثم تأتى بعد ذلك الوسائل والأسباب ، وبقدر صدق العبد فى هذه الأحوال يكون العطاء و الفضل من الله الوهاب .
من هنا أجدنى أشعر بالإشفاق على نفسى وقد يصل الإشفاق الى الخوف عندما أجدنى أتعرض لإرشاد غيرى فى هذا الأمر وقد لا أكون أهلاً لذلك .ولكن أمام إحساسى بالحاجة الماسة و الضرورة الملحة لهذا الزاد بالنسبة لكل من يسلك طريق الدعوة فإنى أستعين بالله وأكتب لمحات للاسترشاد بها .
ولما كان هذا الزاد شأن كل زاد قابل للزيادة و النقصان ، بل قد يتعرض للنفاد ، لزم أن يحرص كل منا على تجديده وزيادته و المحافظة عليه من النقصان و النفاد ، وكما سنرى نجد أن الله قد يسر لنا الأسباب وفى كل الأوقانت دون عوائق .
القرآن :
ومن أهم وأيسر وأغزر الوسائل وأكثر فيضاً كتاب الله العزيز فهو معين لاينضب من الزاد ، بل إننا نجد فيه أيضاً التوجيه الى غيره من الوسائل التى نتزود بها ، إننا نجد فيه النور و الهداية و الرحمة و الذكر .
فالقرآن يرشدنا الى أن تلاوته من أفضل الوسائل للتزود بالإيمان وتقوى الله ، ويرشدنا الى توحيد الله الذى يحقق السلام و الطمأنينة داخل النفس ، ويوجهنا الى عبادة الله التى تكسب صاحبها الزاد المتجدد من تقوى الله ، ويدعونا الى التفكر فى خلق الله فنتعرف من خلاله على صفات الله فيتولد تعظيمنا وإجلالنا وتقديسنا لله سبحانه وتعالى وفى ذلك خير زاد من الإيمان بالله وتقواه ، وفى القرآن نجد العظة و العبرة من قصص السابقين من الرسل وأقوامهم مما يزودنا بالخبرة و الحكمة ونحن ندعو الى الله .
و القرآن يطلب منا طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وفى ذلك خير عون وإرشاد فى الطريق ، وفى القرآن التوجيه الى فعل الخير و الحث عليه و التحذير من الشر و البعد عنه ، وفيه التذكير باليوم الآخر و البعث و الحساب و الجزاء ، فيه الترغيب فى الجنة و التبشير بها و الترهيب من النار و التنفير منها ، وبالجملة نجد فى القرآن كل خير يحتاجه الإنسان لتتحقق له السعادة والآخرة ويحفظه وينجيه من العنت و الشقاء فى الدنيا ومن عذاب الآخرة ، كما أن فيه كل مقومات التربية التى تصنع رجال العقيدة وتفجر فيهم طاقات الخير :{ إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم } ، { هذا بصائر للناس وهدى وموعظة للمتقين } :{ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } ، :{ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين } ، :{ قد جاءكم من الله نورٌ وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم } .

من الجاهلية الى الإسلام :
لو تساءلنا ما الذى جدَّ على الجزيرة العربية وغيَّر تلك الأمة من الجاهلية التى كانت عليها بكل ألوان فسادها وضلالها الى خير أمة أخرجت للناس ، وصنع منها رجالاً بل نماذج فذة ضربت أروع الأمثلة فى كل ميادين الخير ؟ لو نظرنا لوجدنا أن الذى جدَّ على الجزيرة هو نزول هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل به الأمين جبريل على الأمين محمد صلى الله عليه وسلم فبلغه بأمانة الى الناس ثم تربى من آمن من المسلمين فى مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم على مائدة القرآن ، فغيرهم القرآن وصنع منهم تلك النماذج التى قامت على أكتافها الدولة الإسلامية وتمت على أيديهم الفتوحات الإسلامية وعم النور وتبدد الظلام ، رأينا من استحوذت عليهم العقيدة الإسلامية وتحملوا صنوف العذاب دون أن يتخلوا عنها ، واسترخصوا أرواحهم وأموالهم فى مقابل ثباتهم على عقيدتهم ، فياسر وسمية وبلال وصهيب وغيرهم رضى الله عنهم جميعاً نماذج رائعة ستظل مضرب الأمثال على مر الأجيال .
راينا رجالاً ضربوا المثل فى مجاهدة أنفسهم و الترفع بها عن كل قبيح و التحلى بكل خلق فاضل ، ضربوا الأمثال فى الصدق و الوفاء والأمانة و الحلم و الزهد وو الحب والإيثار و الجهاد ومجالدة الأعداء و الجود وإقامة العدل و الشعور بالمسئولية ، خرج من الشباب من كان أهلاً لقيادة الجيوش كأسامة بن زيد رضى الله عنهما .

القرآن بين أيدينا :
ها هو ذا القرآن بين أيدينا دون تحريف فقد تعهد الله بحفظه :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وها هى ذى مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ماثلة أمامنا فى سيرته وسنته ، فهل يمكن أن تغير وتتخرج منا نماذج شبيهة بتلك النماذج ؟
أقول نعم لو أننا تعاملنا مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما تعامل المسلمون الأول .
كان المسلمون الأول يعظمون القرآن حين يسمعونه أو يتلونه لأنه كلام الله العظيم الكبير المتعال ، ويقدرون فضل الله ولطفه بخلقه فى إيصال معانى كلامه الى أفهام خلقه فى طى حروف وأصوات هى من وسائل البشر ، كانوا يستمعون إليه بقلوب حاضرة وبتدبر وتفهم متخلين عن كل موانع الفهم ، يسمعه كل واحد منهم وكأن الله يخصه فيه بكل أمر أو نهى ، متأثرين بكل ما فيه من عظات وعبر وزواجر ومبشرات كلما سمعوا نداء :{ يا أيها الذين آمنوا } أصغوا فى انتباه واهتمام كبير بما سيأتى بعد هذا النداء من توجيه أو أمر أو نهى لينزلوا عليه وينفذوه بكل دقة وتسليم مطلق ورضاً كامل دون تردد أو تراخ ، فإنه ليس نداء أحد من البشر ولكنه نداء من الله خالق البشر صاحب الملك و الجبروت ، هكذا كان حالهم مع كتاب الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل ما يدعوهم إليه ويأمرهم به أو ينهاهم عنه فقد ايقنوا أنه صلى الله عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وعلى طريق الدعوة ... نحتاج الى زاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هبه سراج :: القسم الإسلامى :: برامج إسلامية-
انتقل الى: