غزة - ، د ب أ - ذكرت مصادر طبية واللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار اليوم ان مريضة توفيت في قطاع غزة جراء منعها من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع. وذكر الناطق باسم اللجنة رامي عبده في بيان صحافي ان: "المواطنة رانيا عبد السلام ثابت (20 عاماً) من سكان شمال قطاع غزة توفيت جراء معاناتها مرض السرطان وعدم تمكنها من السفر للعلاج الخارجي".
وأوضح عبده أن المريضة كانت بحاجة لتناول الجرعات الدوائية اللازمة لوقف التدهور في صحتها جراء إصابته بمرض السرطان ونقص الأدوية في قطاع غزة المحاصر منذ نحو عام. وبوفاة هذه المريضة يرتفع عدد المرضى المتوفين جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 180 حالة.
في أول حصيلة تعلن عن ضحايا الحصار المشدد على قطاع غزة منذ يوم الخميس الماضي، اعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس الاثنين ان خمسة مرضى فلسطينيين على الاقل توفوا في مختلف مستشفيات قطاع غزة جراء اغلاق سلطات الاحتلال الاسرائيلي المعابر.
وأكدت المصادر ان الأقسام الطبية في مشافي قطاع غزة مهددة بالتوقف بسبب انقطاع التيار الكهربائي بعد توقف محطات الكهرباء عن العمل، مشيرة الى ان كافة محطات المياه في القطاع ستتوقف خلال ساعات.
وقد أغلقت الأفران أبوابها وتعطلت حركة السير نتيجة توقف امدادات الطاقة، وأفاد شهود عيان ان قوات الاحتلال منعت دخول شاحنتين محملتين بالادوية والمساعدات الطبية الى القطاع.
تفرض سلطات الاحتلال حصارا تاما على قطاع غزة منذ مساء الخميس، وتوقفت الاحد المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء عن العمل بسبب افتقارها الى الوقود.
هذا وأعلنت منظمات دولية أمس الاثنين، ان الأدوية والوقود اللازم لمولدات الكهرباء في مستشفيات غزة ستنفد خلال بضعة أيام ان لم تفتح المعابر الحدودية للقطاع.
وأفادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك سمح مساء الاثنين بادخال كمية من المحروقات والادوية الى قطاع غزة، وذلك بعد إعادة النظر في الوضع في القطاع.
وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة مساء الاثنين ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تمكن من إقناع (اسرائيل) بتزويد قطاع غزة بالوقود.
وقال ابو ردينة في تصريح لوكالة فرانس برس ان الرئيس الفلسطيني "نجح في إقناع الجانب الاسرائيلي بإعادة تزويد قطاع غزة بالوقود خلال الساعات القادمة".
إلى ذلك، اقترح رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية على القيادة المصرية ان يتوجه وفد رسمي من غزة للقاء القيادة المصرية للبحث في ترتيبات إدخال المساعدات والاحتياجات لسكان قطاع غزة عبر معبر رفح.
وحذر هنية بأن خطر الموت يهدد حياة مليون ونصف المليون إنسان ويشل الحياة المدنية في قطاع غزة ويرفع درجة الخطورة على حياة المرضى، ويعطل وصول المياه إلى المنازل.
وأكد هنية ان مطلبه الوحيد هو فتح معبر رفح وفك الحصار "فالشعب لا يحتاج إلى الكلمات المنمقة والعبارات الجميلة".
وحذرت حركة (حماس) أمس من كارثة انسانية في قطاع غزة إذا استمر احكام الحصار الاسرائيلي وناشدت زعماء الأمة العربية والإسلامية اغاثة غزة قبل حدوث "انفجار كبير" في الوضع.
وقال اسماعيل رضوان القيادي في (حماس) ان "الوضع الانساني كارثي ونوشك على الوصول لكارثة حقيقية في غزة".
واضاف "على كل الاطراف الاسراع لاغاثة غزة قبل الانفجار" مطالبا مصر "بفتح معبر رفح (الحدودي بين قطاع غزة ومصر) لادخال المواد الاساسية والطبية والكهرباء لاغاثة غزة لاننا نمر في كارثة حقيقية".
واشار إلى ان حركته "لا تدخر جهدا لمساعدة ابناء شعبنا. هناك اتصالات كثيرة مع الدول العربية ومصر والمؤسسات الانسانية ونامل ان تثمر وتنجح باغاثة القطاع".
وتابع رضوان "نحذر كافة الاطراف من انفجار كبير في قطاع غزة واذا انفجر الوضع ستكون تداعيات على كل المنطقة. على جميع الاطراف تراجع مواقفها تجاه استمرار الحصار".
وحذر من ان "المقاومة ستتصاعد بشكل كبير يطال العدو ولن نبقي شعبنا يموت"، متسائلا "هل المطلوب من (حماس) والشعب الفلسطيني رفع الراية البيضاء ازاء القتل والحصار والتجويع؟".
وفي دمشق ناشد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل القادة العرب التدخل لانقاذ المدنيين في غزة الذين "يتعرضون لموت بطيء" بعد فرض (اسرائيل) حصارا تاما على القطاع ما ادى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
كما ناشد مشعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى "التدخل من اجل رأب الصدع في الساحة الفلسطينية من خلال القيام بخطوة مباركة" على غرار اتفاق مكة المكرمة"
وطالب رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" بالشروع في "حوار وطني من اجل انهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية".
وهدد وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك باجتياح قطاع غزة قائلا ان جيش الاحتلال سيهاجم القطاع لردع حركة (حماس) عن التسلح متوعدا بشن الهجوم على البنى التحتية للحركة والتنظيمات المسلحة اضافة إلى اغلاق المعابر.
وفي هذا السياق جدد رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي تهديداته وتحذيراته بأمكانية تنفيذ اجتياح في غزة وذلك لاعادة الهدوء والامن في المنطقة - على حد تعبيره.
وقال أشكنازي في تصريح للصحفيين ان الحكومة زادت من وتيرة استعدادتها العسكرية لردع المقاومة.