هبه سراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هبه سراج

الحياة والمشاكل المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل سوف نحزر منها ام لالالالا؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
العمر : 31

هل سوف نحزر منها ام لالالالا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل سوف نحزر منها ام لالالالا؟؟؟؟؟؟؟؟؟   هل سوف نحزر منها ام لالالالا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Icon_minitime1الأربعاء يناير 28, 2009 4:00 am

بسم الله الرحمن الرحيم
وَهمُ الحـــب
الحمد لله رب الأرض والسموات.. والصلاة والسلام على خير البريات.. وعلى أصحابه والتابعين أزكى التحيات.. أما بعد:
أهلا وسهلا بكم مستمعينا الكرام وخامس حَلْقَاتِ برنامج " دمعة تائب ".. والذي يأتيكم بحول الله U وقوته.. في تمام الساعة العاشرة ليلا من كل أحد.. لكي نأخذ بأيدي بعضنا.. إلى طريق الله.. الله.. غافرُ الذنب، وقابل التوب، شديدُ العقاب، الفاتحُ للمستغفرين الأبواب، والميسرُ للتائبين الأسباب.. إنه طريق جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..
في هذا البرنامج سنقف على محطات مختلفة بإذن الله U .. فما بين قصة منتقاة.. وموعظة مؤثرة.. إلى أنشودة معبرة.. وسنخصص للمستمعين بإذن الله تعالى على مدار ساعة ونصف.. عددا من الدقائق.. نقف فيها على نصائحهم ومشاركاتهم.. ( أما بالنسبة المشاركات الهاتفية فعلى الرقمين التاليين 2850999 أو 2851110 – وأما رسائل SMS داخل البرنامج فعلى الرقم التالي 0599734424 –.. أما رسائل SMS خارج البرنامج.. للتواصل معنا خارج الحلقة.. فعلى الرقم التالي 0599831825، أو على البريد الإلكتروني الخاص ببرنامج " دمعة تائب " كالتالي: dt@alaqsavoice.ps ).
أما حلقة اليوم فعنوانها كما تقدم " وهم الحب ".. سنتحدث من خلال هذا العنوان.. عن وهم الحب الذي زرعه الغرب فأثمر حنظلاً بل هو أمر، ثم غرسوه في بلاد المسلمين وسنبل الشر شر وتعاهدوه كفار العرب والعلمانيون وفسقة المسلمين، وجناه الجيل بعد الجيل . فمتى نقتلعه من جذوره ؟
نجحوا في إفهام الكثير منا على أنه البراءة والعطاء وسر النجاح !.
صوروه في الكم الهائل من الأغاني والمسلسلات والقصص والأفلام والأشعار والروايات.. لأن أسلحة الإيمان لدينا ضعيفة لا تقاوم جيوش الباطل لديهم ولحب الهزيمة في نفوسنا وضعف العزيمة تمكن الداء وعز الدواء .
أنا أقصد الحب الذي يسري في أوساط شبابنا وفتياتنا إلا ما رحم ربي، والحب كغيره من المفاهيم التي انتكست موازينها عند البعض لأن المنكر أصبح معروفاً والمعروف منكراً وهذه من علامات الساعة التي نعيشها فإلى الله المشتكي .
والله ما عرفوه، والله هم أجهل الناس به والإنسان عدو ما جهل، مخلفات الغرب المظلم حب ؟! أي حب يا عقلاء هذا الذي يبدأ بغضب الله وينمو في الظلام ويسقى بعصيان الله ؟!.
أليس معظم كلام الحب في هذا الزمان يوحي بل يصرح بعلاقات محرمة بين الجنسين، ولوم على الهجر وبكاء على غياب المحبوب ؟ و الأمر في نهايته دعوة للرذيلة ومعصية الله . والمضحك المخزي أحياناً فيه مناشدة بالله للوصال المحرم، ناهيك عن عبارات الشرك والاعتراض والجرأة على مخالفة الدين .
والمتأمل يعي ذلك حقاً والمتعامي في غيه يمضي .

يا خـادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتطلب الربح مما فيه خسران؟!
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
أما علموا هؤلاء الناعقين والناعقات أن كل محبة محرمة وباطلة يوم القيامة تسقط وتتحول إلى عداوة ؟!
ألم يقرؤوا قول الحق تبارك وتعالى ﴿ الأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلا الْمُتَّقِين ﴾ ولاحظ تعبير القرآن لم يقل الأحباب بل الأخلاء فهذا أبلغ وأعظم فالخلة هي المحبة التي تخللت القلوب، ورغم تلك العلاقة القوية في الدنيا التي كانت تربطهم إلا أنهم أصبحوا أعداءً لأنها محبة بنيت على باطل والباطل نتيجته مثله والجزاء من جنس العمل وما ربك بظلام للعبيد.

ما هو نوع الحب الذي أحتاجه أنا وأنت وأنتِ ولا يمكن لأي منا أن يتخلى عنه ؟!
الحب شعور يدفعك على عمل كل ما يقرب إلى الله، الحب عبادة قلبية تبعث على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه في علاقتك مع الخالق والمخلوق .
حب يسمو بالنفوس وليس حب الشهوة والمعصية .
حب سماوي يشمخ بالنفوس وليس دنيء أرضي يذلها ويجلب لها الهوان .
حب ينشد : أحب لأخيك ما تحب لنفسك .
قطافه: المتحابون يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلى ظله .
المحبون قدموا مهجهم قدموا دماءهم ودموعهم وأعمارهم نصرة وعزة لهذا الدين وتنافساً للجنان والنعيم المقيم . قال تعالى ﴿ والذين آمنوا أشد حباً لله ﴾.

أحبابنا في القدس يقتلون وفي أفغانستان يموتون برداً وجوعاً والشيشان تصرخ وكشمير تبكي والعراق تنوح، وهذا يتبجح ويقول مجروح من الحب.. وما به داء إلا الغفلة عن الله وأعظم بها من داء عافانا الله وإياكم، وذاك السفيه يردد هجرني حبيبي، وذلك بوقاحة يقول لوعة الحب وحرارة الشوق . ﴿ قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون ﴾.
أيها الحبيب : قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.. وراجع نفسك وانظر للأمور بميزان الشرع فكل ما على التراب تراب.

......
إن المتأمل في نصوص الشرع المطهر يجد أنها قد حرمت كل ما فيه ضرر على الإنسان في دينه ودنياه ، قال تعالى في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [لأعراف: من الآية157] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا ضرر ، ولا ضرار ))(4) ، فالمسلم منهي عن فعل ما يضره مما لم يأذن به الله .
ونحن إذا تأملنا هذا الحبّ – الذي نحن بصدد الحديث عنه – فإننا سنجد أنه يكاد يكون ضرراً محضاً لا نفع فيه ، سوى مجرد أحلام وأوهام ، ومتعة قصيرة زائلة ، يعقبها همّ وغمّ وآلام لا تنقطع ، وذل لا يفارق صاحبه ، إلا أن يتداركه الله برحمة منه ، كما قال الشاعر :

مساكين أهل الحبّ حتى قبورهم عليها غبار الذلّ بين المقابر
وكل كائن حيّ مفطور على حبّ ما ينفعه ، واجتناب ما يؤذيه ويضره ، إلا أن الإنسان على وجه الخصوص – على الرغم من تكريم الله له بنعمة العقل – حين يغلبه هواه ، تنطمس فطرته ، وتعمى بصيرته ، فيترك ما ينفعه ، ويلهث في البحث عمّا يضره ، فينحط بذلك عن مستوى البهيمة ، وهذا هو حال المخدوعين بوهم الحبّ ، نسأل الله السلامة والعافية .

من قال إن هذا الحبّ وهم ؟!
لست أنا الذي قال ذلك ، وإنّما هم أهل الحبّ أنفسهم الذين جربوه واكتووا بناره وعذابه ، هم الذين قالوا ذلك ، وإليك شيئاً من أقوالهم واعترافاتهم :
تقول إحداهنّ : " (( أنا فتاة في التاسعة والعشرين من عمري ، تعرفت على شاب أثناء دراستي الجامعية ! كانت الظروف! كلها تدعونها لكي نكون معاً رغم أنّه ليس من بلدي ، تفاهمنا منذ الوهلة الأولى ، ومع مرور الأيام توطدت العلاقة بحيث أصبحنا لا نطيق فراقاً ! ، وبعد انتهاء الدراسة عاد إلى بلده ، وعدت إلى أسرتي ، واستمر اتصالنا عبر الهاتف والرسائل ، ووعدني بأنه سيأتي لطلب يدي عندما يحصل على عمل ، وبالطبع وعدته بالانتظار. لم أفكر أبداً بالتخلي عنه رغم توفر فرص كثيرة لبدء حياة جديدة مع آخر!!
عندما حصل على عمل اتصل بي ليخبرني أنه آت لطلب يدي ، وفاتحت أهلي بالموضوع(5) وأنا خائفة من رفضهم ، ولكنهم لم يرفضوا ! ... سألني أبي فقط إن كان أحد من أهله سيأتي معه ، ولمّا سألته عن ذلك تغير صوته ، وقال : إنه قادم في زيارة مبدئية ... شيء ما بداخلي أقنعني بأنه لم يكن صادقاً .. وأتي بالفعل، وليته لم يأت(6) ، لأنه عاد إلى بلده وانقطعت اتصالاته ، وكلّما اتصلت به تهرب منّي ، إلى أن كتبت له خطاباً ، وطلبت منه تفسيراً ، وجاءني الردّ الذي صدمني ، قال: ((لم أعد أحبك ، ولا أعرف كيف تغيّر شعوري نحوك ، ولذلك أريد إنهاء العلاقة ))...!!
أدركت كم كنت مغفلة وساذجة لأنني تعلقت بالوهم ستّ سنوات ... ماذا أقول لأهلي ؟ أشعر بوحدة قاتلة ، وليست لدي رغبة في عمل أي شيء ... ))(7) إلى آخر ما ذكرت ... فتأملوا قولها : ((تعلقت بالوهم ست سنين )) فهو الشاهد .

هل نحن بحاجة إلى هذا الحبّ ؟!
إن من المؤسف جداً أن الكثير من وسائل الإعلام بما تبثّه من أفلام ومسلسلات وقصص وأشعار ... توحي إلى كلّ فتى وفتاة بأن هذا الحبّ أمر ضروري في حياة كل إنسان ، وأن الفتاة التي لا تتخذ لها خديناً وعشيقاً هي فتاة شاذة ، وغير ناضجة ولا واعية ، ممّا يدفعها إلى البحث عن ( حبيب ) ! بأي ثمن ، ولو على حساب حيائها وعفتها وكرامتها وطهارتها ، وحين تعجز الفتاة عن ذلك لغلبة الحياء أو لأمور أخرى ، فإنها تشك في نفسها ، وتعدّ ذلك مشكلة تحتاج إلى حلّ ، وقد كتبت إحداهن إلى إحدى المجلات الساقطة رسالة تقول فيها :
(( سيدتي .. لا أريد الإطالة ، ولذا سأطرح مشكلتي باختصار : عمري 18 عاماً ، مشكلتي أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الرجال ، أتهرب دائماً من الكلام معهم ، حتى إذا شعرت بميل نحو أحدهم إذا تقرب إلي كرهته خوفاً منه ، ولم أجرب علاقة حبّ أبداً . بم تفسرين هذه الحالة ، لقد كتبت لك بعد كثير من التردّد)) .
فأجابتها بوقاحة: بأن هذا الخوف خوف مبالغ فيه ، وأن هذا الحياء لا مبرر له ، وهو يدلّ على عدم النضوج العاطفي والفكري .. إلى آخر ما ذكرت ...
إنها حرب شعواء على العفّة والفضيلة والحياء ، حرب يقف خلفها إماً مغرضون حاقدون يريدون هدم الدين ، وتقويض دعائمه ، وإما ماديون منتفعون شهوانيون ، همّهم إخراج المرأة بأي وسيلة ، ليستمتعوا بها كيفما شاؤوا ، ومتى شاؤوا دون قيد أو ضابط ، ولكن خابوا وخسروا ، فإن الفتاة المسلمة اليوم بدأت تعي وتدرك ما يحاك ضدها من مؤامرات ومخططات ، ولا أدلّ على ذلك من عودة انتشار الحجاب الإسلامي من جديد بعد زمن التعري والتبرج والسفور ، وهذا لا يعني عدم وجود مغفلين ومغفلات لازلن يلهثن خلف الوهم ، فاحذري – أختي المسلمة – أن تكوني منهنّ .

فما هي الأضرار المترتبة على هذا الوهم المسمى بـ ( الحبّ ) ؟
الأضرار كثيرة ، ويمكن تصنيفها إلى ما يلي :
أولاً : الأضرار الدينية .
ثانياً : الأضرار النفسية .
ثالثاً : الأضرار الصحية .
رابعاً : الأضرار الاجتماعية .
خامساً : الأضرار الأدبية .
سادساً : الأضرار المادية .
……………
أولاً : الأضرار الدينية .
وأعظمها وأخطرها :
1- الوقوع في الشرك الذي حرّمه الله عز وجل ، وحذر منه ، وجعله حائلاً بين المرء ودخول الجنّة.
فهذا هو لسان حال كثير ممن ابتلوا بهذا الوهم ، وإن لم يصرّحوا به بلسان المقال ، بل قد صرح به بعضهم فهذا أحدهم يقول في إحدى المجلات:

(( ما تعشقتُ غير حبّكِ ديناً وسوى الله ما عبدتُ سواكِ ))
وأقبح منه قول أحدهم في أغنية مشهورة:- (( الحبّ ديني ومذهبي )).
نعوذ بالله من الخذلان ...
وتقول إحداهن في مجلة أخرى:-
(( حين أناجيك بليلي في شبه صلاة ...
حين لا يكون لي بدونك أمل في نجاة ..
حين يجمعنا هوى أصدق من الصلوات !.. )).
فنعوذ بالله من هوى هو أصدق من الصلوات ، وما أحلم ربّ الأرض والسموات .
وتقول أخرى :
(( نداء لك أيها الغائب ... ))
ألا يكفي هذا الغياب ؟
فو الله أراك معي دائماً ...
ففي النهار شمسي أنت ... وفي الليل قمري ...
واللهِ أنت الدنيا وما بعدها ..
فخبرني يا زمان بحقّ دنياك .... بحق السماء والنجوم ...
عن الغائب الذي لم يعد .... ))
أرأيتم كيف تعلقت بالوهم ... بغائب لم يعد ، ولن يعود ، وجعلته الدنيا وما بعدها ، وشمسها وقمرها ؟! بل هو معها – وهو الغائب – في كل مكان ! فبربّكم خبروني ماذا بقي لله عز وجل من الحبّ والإجلال والتعظيم والمراقبة ؟!

ومن الأضرار الدينيّة :
2- التشبه بالكفار وتقليدهم ومحاكاتهم ، وقد جاء في الحديث : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) وقد عُني الكفار بهذا النوع من الحب عناية فائقة كما في المجتمع الغربي المعاصر ، حتى اخترعوا له عيداً سموه عيد الحب أو عيد العشاق يحتفلون به كل عام ، ويلبسون لباساً خاصاً ، ويقدمون فيه الورود الحمراء ... إلخ ، وقد سرى ذلك – وللأسف الشديد – إلى بلاد المسلمين لاسيما مع ظهور الفضائيات . وسمعنا أخباراً يندى له الجبين من تشبه بعض المسلمين – وبخاصة النساء – بأولئك الكفار – ومشاركتهم في الاحتفال بهذا العيد ، ومن المعلوم لدى كل مسلم أنه ليس في الإسلام سوى عيدين اثنين في العام لا ثالث لهما ، وأنه لا يجوز الاحتفال بأي عيد من الأعياد المبتدعة سواء سمي عيداً أم لم يسم مادام أنه يتكرر كل عام . فكيف إذا كان عيداً سخيفاً لا يحتفل به إلا أراذل الناس من البطالين الفارغين . فلنفتخر بديننا ، ولنعتز بعقيدتنا ، ولا نكن أذناباً تابعين لغيرنا.
ومن الأضرار الدينيّة :
3- الوقوع في الفاحشة التي حرمها الله عز وجل ، والتي هي من كبائر الذنوب ، ومن أسباب سخط علام الغيوب ، فكم من فتاة عفيفة شريفة كُشف سواتها ، وانتهك عرضها ، وفتى عفيف شريف غرق في أوحال الفاحشة وقذارتها ، باسم الصداقة والحبّ ، والأخبار في ذلك مبكية ومحزنة ، تتفطر منها القلوب ، وتقشعر من هولها الأبدان ، وإن كانت قليلة – ولله الحمد – إذ أن أي فتاة مسلمة عاقلة تدرك هذا الأمر جيداً ، وتحسب له ألف حساب ولكن حين تستحكم الغفلة ، وتثور العاطفة، يحضر الشيطان ، وتنسى الفتاة نفسها في غمرة الهوى ، فلا تفيق إلا وهي غارقة في مستنقع الرذيلة الآسن ، ولن أطيل بذكر القصص في ذلك ، ويكفي أن أذكر في هذا المقام قصة واحدة فقط لتكون عبرة لمن أراد أن يعتبر :
تقول صاحبة القصة:-
(( لا أريد أن تكتبوا مأساتي هذه تحت عنوان ( دمعة ندم ) بل اكتبوها بعنوان ( دموع الندم والحسرة ) ، تلك الدموع التي ذرفتها سنين طوالاً ... إنها دموع كثيرة تجرّعت خلالها آلاماً عديدة ، وإهانات ، ونظرات كلها تحتقرني بسبب ما اقترفته في حق نفسي وأهلي ... وقبل هذا وذاك : حق ربي .
إنني فتاة لا تستحق الرحمة أو الشفقة ... لقد أسأت إلى والدتي وأخواتي ، وجعلت أعينهم دوماً إلى الأرض ، لا يستطيعون رفعها خجلاً من نظرات الآخرين ...
كل ذلك كان بسببي ... لقد خنت الثقة التي أعطوني إياها بسبب الهاتف اللعين .
بسبب ذلك الإنسان المجرد من الضمير ، الذي أغراني بكلامه المعسول ، فلعب بعواطفي وأحاسيسي حتى أسير معه في الطريق السيء ...
وبالتدريج جعلني أتمادى في علاقتي معه إلى أسوأ منحدر ... كل ذلك بسبب الحب الوهمي الذي أعمى عيني عن الحقيقة ، وأدى بي في النهاية إلى فقدان أعز ما تفخر به الفتاة ، ويفخر به أبواها ، عندما يزفانها إلى الشاب الذي يأتي إلى منزلها بالطريق الحلال .. لقد أضعت هذا الشرف مع إنسان عديم الشرف ، إنسان باع ضميره وإنسانيته بعد أن أخذ مني كل شيء ، فتركني أعاني وأقاسي بعد لحظات قصيرة قضيتها معه .. لقد تركني في محنة كبيرة بعد أن أصبحت حاملاً ! .. وآنذاك لم يكن أحد يعلم بمصيبتي سوى الله سبحانه ... وعندما حاولت البحث عنه كان يتهرب مني ، على عكس ما كان يفعله معي من قبل أن يأخذ ما يريد ... لقد مكثت في نار وعذاب طوال أربعة أشهر ، ولا يعلم إلا الله ما قاسيته من آلام نفسية بسبب عصياني لربي ، واقترافي لهذا الذنب .. ولأن الحمل أثقل نفسيتي وأتعبها .. كنت أفكر كيف أقابل أهلي بهذه المصيبة التي تتحرك في أحشائي ؟ .. فوالدي رجل ضعيف ، يشقى ويكد من أجلنا ، ولا يكاد الراتب يكفيه .. ووالدتي امرأة عفيفة ، وفرت كل شيء لي من أجل أن أتم دراستي لأصل إلى أعلى المراتب .
لقد خيبت ظنها ، وأسأت إليها إساءة كبيرة لا تغتفر ، لا زلت أتجرع مرارتها حتى الآن .. إن قلب ذلك الوحش رقّ لي أخيراً حيث ردّ على مكالمتي الهاتفية بعد أن طاردته ... وعندما علم بحملي ، عرض على مساعدتي في الإجهاض وإسقاط الجنين الذي يتحرك داخل أحشائي .. كدت أجنّ .. لم يفكر أن يتقدم للزواج مني لإصلاح ما أفسده.. بل وضعني أمام خيارين : إما أن يتركني في محنتي ، أو أسقط هذا الحمل للنجاة من الفضيحة والعار ... !
ولمّا مرت الأيام دون أن يتقدم لخطبتي ، ذهبت إلى الشرطة لأخبرهم بما حدث من جانبه ، وبعد أن بحثوا عنه في كل مكان وجدوه بعد شهرين من بلاغي ، لأنه أعطاني اسماً غير اسمه الحقيقي.. لكنه في النهاية وقع في أيدي الشرطة ، واتضح أنه متزوج ولديه أربعة من الأولاد ، ووضع في السجن .
وعندما علمت أنه متزوج أدركت كم كنت غبية عندما سرت وراءه كالعمياء !..
ولكن ماذا يفيد ذلك بعد أن وقعت في الهوة السحيقة التي جعلتني أتردى داخلها ؟!
لقد ظن أنني ما زلت تلك الفتاة التي أعماها كذبه ، فأرسل إلي من سجنه امرأة تخبرني بأنني إذا أنكرت أمام القاضي أنه انتهك عرضي فسوف يتزوجني بعد خروجي من السجن .. لكني رفضت عرضه الرخيص .. والآن أكتب لكم بعد خروجي من سجن الشرطة إلي سجني الأكبر .. منزلي .. ها أنا قابعة فيه لا أكلم أحداً ، ولا يراني أحد ، بسبب تلك الفضيحة التي سببتها لأسرتي ، فأهدرت كرامتها ، ولوثت سمعتها النقية ..
لقد أصبح والدي كالشبح يمشي متهالكاً يكاد يسقط من الإعياء .. بينما أصبحت أمي هزيلة ضعيفة ، تهذي باستمرار ، وسجنت نفسها بإرادتها داخل المنزل خشية كلام الناس ونظراتهم ... )) .
ثم تختم رسالتها بقولها :
(( إنني من هذه الغربة الكئيبة أرسل إليكم بحالي المرير .. إنني أبكي ليلاًً ونهاراً ولعل الله يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، وأطلب منكم الدعاء لي بأن يتوب الله علي ويخفف من آلامي )).
فهل بعد هذه العبرة من عبرة ، وهل بعد هذه العبرات من عبرات ، إلا لمن كُتب عليه الشقاء ، عياذاً بالله .
ومن الأضرار الدينيّة :
4- ضعف الأمة ، وتقهقرها ، وتسلط الأعداء عليها :
فما فشا هذا الوهم في أمة إلا قضى عليها ، وحطم رجولة شبابها ، وسلط عليها الأعداء ، وماذا يُرجى من أمة قد غرق شبابها ونساؤها في الأوهام ؟
في العصر الجاهلي قبل بزوغ فجر الإسلام ، كان لا يُسمع إلا صوت قيس وهو يغني على ليلاه ، فلما بزغ فجر الإسلام ، وأكرم الله هذه الأمة بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، انقطع هذا الصوت ، ولم يُسمع إلا صوت الحق وهو يدعو إلى العزة والكرامة ، وجنة عرضها السماوات والأرض ، حتى إن الشباب – بل حتى الأطفال – كانوا يتسابقون إلى ساحات الجهاد طمعاً في نيل الشهادة .
ولما ضعف المسلمون ، وتخلوا عن دينهم – إلا من رحم الله عز وجل – عاد ذلك الصوت النشاز يجلجل في الآفاق ، ولم يعد قيساً واحداً ، بل آلاف ((الأقياس)) ، ولا ليلى واحدة ، بل آلاف ((الليالى)) فلا حول ولا قوة إلا بالله.

****************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hibaserag.yoo7.com
 
هل سوف نحزر منها ام لالالالا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هبه سراج :: القسم الثقافى :: مشاكل فى مشاكل-
انتقل الى: