يقول أحد الشباب : (( أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة ، ولظروف عملي فإني أسكن بعيداً عن زوجتي وأطفالي مسافة 200 كم ، وأسافر لزوجتي يومين في الأسبوع، وأحياناً يوماً واحداً، كنت أحبّ زوجتي كثيراً، وكانت هي كذلك ، إلا أن ضعف مرتبي حال بيني وبين إحضارها للإقامة عندي..
وفي ليلة من الليالي اتصلت فتاة ! تريد التعرف بي ، فرفضت ذلك ، وأفهمتها بأني متزوج ولدي أطفال، وقمت بإقفال السماعة في وجهها ، وما كان منها إلا أن أصرت على محادثتي والتعرف علي ، ومن تلك اللحظة أصابني صداع لم يفارقني تلك الليلة ، وفي التالي اتصلت بي ، فرد عليها أحد زملائي فلم تكلمه، ثم ردّ عليها الثاني والثالث ، فلم ترد إلا أنا ، وفي ساعة متأخرة من الليل اتصلت ، ولم يكن غيري ، فرفعتُ سماعة الهاتف ، وزيّن لي الشيطان محادثتها ، وتعرفت عليها ، ويا ليتني لم أفعل ، فلقد زلزلت كياني ، وزرعت طريقي أشواكاً ، بل لقد فرقتني عن زوجتي وأولادي ، فلم يعد لهم في قلبي من الحبّ مثل ما كان قبل ذلك ، كان فكري في ذلك الشيطان الذي تمثل لي في صورة تلك الفتاة ، فقدت أعصابي مع زوجتي وأولادي ، أثور عليهم لأدنى سبب ، بسبب تلك الفتاة التي زرعت المرض والخوف في أعماقي .. حاولت أن أقاطعها فلم أقدر .. كانت تلعب بأعصابي كثيراً .. نسيتُ حتى عملي من كثرة السهر ، ومع ذلك أصابني الاكتئاب النفسي ، وذهبت إلى عيادة الأمراض النفسية ، وأعطوني أقراصاً فلم ينفع معي أي علاج .... )).
3- فقدان الأمن والراحة ، وقد يصل به الحد إلى الجنون:
وذلك أن أدعياء الحبّ يقومون – في الغالب – بتسجيل المكالمات الهاتفية التي تتمّ بينهم وبين الفتيات ضحايا الحبّ ، وقد يطلبون منهن صوراً باسم الحبّ ، فيحتفظون بها ، مع الرسائل الوردية المعطرة التي تبعثها الفتيات إليهم ، فإذا ما استعصت الفتاة عليهم ، وأبت الخروج معهم ، قاموا يهدّدونها بتلك الصور والرسائل ، وبصوتها في الهاتف ، وهنا يُسقط في يد الفتاة ، وتعيش في وضع مأساوي سيء ، وقد تستجيب لمطالبهم خوفاً من الفضيحة ! فتبوء بالإثم في الدنيا ، والفضيحة الكبرى في الآخرة وما فيها من العذاب الأليم .