هبه سراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هبه سراج

الحياة والمشاكل المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جزء أخر عن سميرة موسى بقلم ايمان الوزير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
العمر : 31

جزء أخر عن سميرة موسى بقلم ايمان الوزير Empty
مُساهمةموضوع: جزء أخر عن سميرة موسى بقلم ايمان الوزير   جزء أخر عن سميرة موسى بقلم ايمان الوزير Icon_minitime1الخميس أكتوبر 16, 2008 1:10 pm

بحث:


كتاب مشاركون
د.عماد الدين خليل

د.منير الغضبان

د.محسن محمد صالح

د.على محمد الصلابى

عبدالله الطنطاوى

د.خالد بن محمد الغيث

الشريف محمد الحارثي




دليل الإنترنت التاريخى
دليل المواقع التاريخية

دليل المواقع المفضلة

دليل الكتب التاريخية

اختيارات تاريخية










بقلم : إيمان الوزير






تشمخ هاماتنا عاليا حين يرفع العلم امرأة مسلمة ويضعها في مصاف العظماء في علم قد يعجز عن اقتحامه الكثير من الناس فنفرح بزهوٍ لهذا العقل المسلم الذي كسر قاعدة احتكار التخصصات الصعبة ولكننا وبصدمة بالغة نُطرِق الجباه حزناً ونسكب الدموع ألماً على مسيرة تمّ بترها في منتصف الطريق لنطرح التساؤلات تلو التساؤلات ولا نصل إلى جواب يشفي جرحاً تقيُح فينا بسبب ضبابية الواقع وغموض الأحداث فتعالوا أحدثكم عن العالمة المسلمة سميرة موسى.




ولدت سميرة موسى في الثالث من مارس عام 1917م في إحدى قرى مصر لأبوين مسلمين أحبا العلم فوهباه لأبنائهما ولم يفرّقا فيه بين الذكور والإناث.






فتحت سميرة موسى عينيها على مصر وهي تسير خلف عرابي باشا في ثورة ضد الاحتلال البريطاني فكان منزل والدها الحاج موسى موئل سكان القرية حيث يجتمعون عنده لتبادل الأحاديث في الأمور السياسية وأوضاع البلاد ليكون هذا المناخ الوطني نبراساً لسميرة موسى كي ترسم هدفها السامي في خدمة الوطن الحبيب.






ظهرت على سميرة موسى علامات النجابة والذكاء منذ نعومة أظفارها مما شجع والدها للوقوف بجانبها كي تستكمل دراستها في القاهرة نظراً لضعف التعليم في القرية آنذاك .. فالتحقت بمدرسة بنات الأشراف وحفظت بعضاً من أجزاء القرآن الكريم .. كانت سميرة مولعة بالقراءة وقد وهبها الله عز وجل قوة حافظة مكنتها من حفظ كل ما تقرؤه بمجرد قراءته.






في المدرسة حصدت سميرة موسى الجوائز المدرسية في جميع مراحل التعليم.. وحين وصلت إلى المرحلة الثانوية حصلت على المرتبة الأولى لعام 1935م.. ولم تكن هذه النتيجة أمراً مألوفاً بين الفتيات مما ساهم في سرعة قبولها في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً).. فاختارت أن تلتحق بكلية العلوم حيث القسم الذي أحبته طيلة دراستها فكانت من أوائل الملتحقات فيه.. حظيت أثناء دراستها بإعجاب أساتذتها الجامعيين بسبب التفوق الطموح المذهل الذي اتسمت به.. فتخرجت من كلية العلوم بتفوق حين حصلت على المركز الأول بين أقرانها فعينت على الفور معيدة في الجامعة فساعدها ذلك على استكمال دراسة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات.. ثم انتدبتها الجامعة لدراسة الدكتوراة في إحدى جامعات بريطانيا وكانت أطروحتها عن الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.. وقد كان تفوقها ملحوظاً حين تمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه في عامين رغم أن مدة الدراسة ثلاثة أعوام فقضت عامها الثالث في أبحاث متواصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس لصناعة القنبلة الذرية.






عادت سميرة موسى إلى مصر يحدوها الأمل في رفع مكانة بلادها عالياً بين الدول التي تمتلك صوتاً مسموعاً في العالم.. وكانت تحلم في أن تكون الذرة متاحة للدول الفقيرة وألا تظل حكراً على الدول القوية.. نظرت سميرة موسى بمرآة ثاقبة إلى نكبة فلسطين وقيام دولة الكيان الصهيوني المزعوم وكانت ترى أن العالم الإسلامي لايمكنه مواجهة القوة الصهيونية الجديدة إلا بالتفوق العلمي.






فنشطت سميرة موسى في إنشاء هيئة الطاقة الذرية في مصر.. ونجحت في تنظيم مؤتمر عن الذرة.. وكانت تأمل في تسخير الذرة لخدمة البشرية ومكافحة الاحتكار العلمي فعملت متطوعة في مستشفى القصر العيني لمساعدة مرضى السرطان في علاجهم بواسطة الطاقة الذرية.






كانت العالمة سميرة موسى تنادي بوجوب اهتمام الحكومات الإسلامية والعربية بالتقدم العلمي وحلمت كثيراً بإقامة مراكز للبحث العلمي كي تستثمر أوطاننا الأدمغة البشرية التي تمتلكها!






واستمرت سميرة موسى في نشاطها العلمي حتى جاء ذلك اليوم الذي استجابت فيه لدعوة من جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية لزيارة معامل الأبحاث هناك.. وجدت سميرة موسى في هذه الدعوة فرصة إجراء بحوث في معامل الجامعة.. وقد لفتت بأبحاثها أنظار علماء الغرب إلى قدراتها الفائقة وابتكاراتها العلمية المهمة.. الأمر الذي دفعهم إلى تقديم عروض مغرية لها لتبقى في الولايات المتحدة الأمريكية لكنها رفضت بقولها : ( ينتظرني وطن غالٍ اسمه مصر).






قبيل عودة سميرة موسى من رحلتها في الولايات المتحدة الأمريكية تلقت دعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي ولاية كاليفورنيا فقبلت الدعوة برحابة صدر.. ولم تكن تدري أنها النهاية المفجعة.. ففي طريق وعر بين جبال روكي اعترضت شاحنة نقل بشكل مفاجئ سيارة الدكتورة سميرة موسى لتلقي بالسيارة في واد سحيق.. وقبيل انحدار السيارة كان السائق يقفز منها ثم يختفي دون أن يصل إليه أحد من فريق التحقيق لتغلق الشرطة قضية موت العالمة المصرية سميرة موسى بـ ( ضد مجهول( !!!






وهكذا غابت شمس أشرقت فوق سماء وطننا الإسلامي يوما ولا نعرف كيف غابت وهل كان موتها حادثاً اعتيادياً أم متعمداً لقتل علماء أمة الإسلام كما حدث مع يحي المشد والصبّاح وغيرهم الكثيرون من عباقرة الأمة الذين اغتالتهم الأيدي المجهولة لتمنع شموس الأمة الإسلامية من النهضة بها!






سميرة موسى العالمة المصرية نموذج لامرأة مسلمة تتخطى الصعاب وتعرف الهدف.. ويبقى الطريق الذي سارت فيه وعراً ومخيفاً مادامت الأيدي السوداء تحيك المؤامرات ضد الأمة وأخيارها وتسحقهم في صمت يقتل الإبداع.






ليظل السؤال حائراً ينتظر من يجيب عنه: إلى متى تضطر الأدمغة المسلمة إلى الهجرة لتبدع في سماء الغرب أو تسكن القبور في قفار الشرق ؟






مجلة المنار ، العدد 86 ، رمضان 1425هـ.

|







حقوق النشر محفوظة لموقع التاريخ 2001م
تطوير وإدارة الموقع نوافذ المعلومات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hibaserag.yoo7.com
 
جزء أخر عن سميرة موسى بقلم ايمان الوزير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هبه سراج :: القسم الإسلامى :: كتب إسلامية-
انتقل الى: