العلم والدين

هو عنوان حديث اذاعى القاه د/ مشرفة فى 29/3/1945م وهو يعرض رأى الرجل فى المسألة التى ظل الناس بعيين عن الصواب فيما يتعلق بأمر الحق كأنما يدافعون عن متهم وهو الدين أو هو العلم امام صاحب حق وهو العلم أو هو الدين
واوضح د/ مشرفة بحقيقة القرأن الكريم بهذا الخصوص وبين الخلاف بالفلسفة النموذجية لهذا الموضوع
وبدأ د/ مشرفة بتنفيذ وجهة النظر الاردنية القائلة بأن القرون الوسطى كانت عصور مظلمة خيم عليه الجهل وحجبت عن نور العرفان وأن الشرق ضرب عل أذانهم زهاء الف عام من وقت سقوط الدولة الرومانية الغربية عام 476م ثم بعثوا من مرقدهم فى أواخر القرن ال 15 ونشرت علوم الاغريق بعد موتها فكانت النهضة وقامت مدينة أوربا الحديثة على أساس مدينتها القديمة ولما كان الاغريق القدماء من اهل مدينتهم مدينة اوربية تحمل الطابع الغربى وبذلك يكون الغرب قد وصل بحاضره مخترقا حجب القرون
وراء القمر اى على اكثر من ربع مليون من الاميال ووجد عنصر الهليون على الشمس اى على بعد 13 مليون ميل وقد احاط بالمجموعة الشمسية التى يربو قطرها على سبعة الاف مليون ميل وقدر مواقيت هذه المجوعة بما يزيد ضبطا على الساعة التى يحملها فى جيبه


وهل يربى العلم الاخلاق


كيف تأتى الاخلاق تلقائيا من وراء العلم ؟
ثم ما حاجتنا اذن الى هذه الاخلاق ونحن نبنى بالعلم ؟
قال د/ مشرفة فى هذا الشأن : ــ
ونحن فى مصر احوج ما نكون الى انتشار الروح العلمية بيننا فالنظرة العلمية الى الامور نظرة بعيدة عن العرض لاتشوبها الشهوة ولاتتسلط عليها الانانية وهذه النظرة هى وحدها التى تصلح لمعالجة المشكلات العامة وحل المسائل القومية سواء كان ذلك فى ميدان الاجتماع او ميدان السياسة او ميدان الشئون الاقتصادية والاقتصادية والمالية ووكثير من المشاريع والاعمال فى مصر يخفق او يطوى بسبب الانانية وتغلب النزعة الشخصية على الموضوعية فيحجب وجه الحقيقة وتضيع معالم البحث ويحل التغاير والتطاحن محل التفاهم والتعاون
العلم يرتفع فوق الصغائر والدنيا الى سماء الحقيقة الخالدة العلم يطهر النفوس من ا لآنانية لانه يحمل شعلة مقدسة تذيب لآثره وتمحو حب الذات وتحل محلها الاتيار والرغبة فى خير المجتمع
ومن الواجبات على الدولة ان تترك العلماء احرارا فى حكمهم على الامور وان تشعرهم باستقلالهم لانهم قادة الفكر وعلى العلماء ان يتمسكوا بهذا الاستقلال فاستقلال العلم والعلماء شرط لابد منه لحياة العلم والفضيلة على حد سواء واذا ضاع استقلال العلم وضاعت الفضيلة بل وضاعت الامة وقد بقيت اوربا الف عام فى ظلمات العصور الوسطى لان امورها كانت فى ايدى قوم لا يؤمنون باستقلال العلم فاضهدوا العلماء وحاربوا حرية الفكر وانغمسوا فى الجهالة محتمين وراء الجدل اللفظى الاجوف فهم الظلم والضلال
كلما ارتفع المستوى الخلقى لقادة الفكر فى الامة واقتربت القيم فى نظرهم من القيم المثالية الروحية سمت الاخلاق وعلا مستوى العلم والفضيلة وتحققت السعادة الانسانية بين الافراد


فى فلسفة تاريخ العلوم





وجهة نظر د/ مشرفة الى تاريح العلم تركزت على ناحيتين : ــ
الاولى : هى عنايته الشديدة بتاريخ العلماء العرب دعوته وعملا دعوته الى نسر أثارها وتوضيح فضلهم
الثانية طبيعة وحقيقة الانجازات العلمية فى مجالات البحث والاختراع