لأن اليهود هم قتلة الأنبياء

في باريس اغتالوا د. المشد داخل الفندق

الخميس الموافق 13 يونيو من عام 1980


الساعة السادسة مساءا الأمطار تهطل بغزارة على العاصمة الفرنسية باريس المارة في الشوارع يهرولون محاولون الاختباء من حبات الصقيع المتساقطة فوق الرؤوس بالقرب من فندق المرديان كان رجل أصلع ممتلئ الجسم في الثامنة والأربعين من العمر يسير حاملا في يديه أكياسا بلاستيكية عليها شعار إحدى المحلات الباريسية الشهيرة إنه الدكتور يحيى أمين المشد عالم الذرة المصري والمشرف على المفاعل النووي العراقي

بسرعة دلف د. المشد إلى بهو الفندق وتقدم بخطوات واثقة من موظفة الاستقبال الحسناء التي بادرته بابتسامة حانية وسلمته مفتاح الغرفة رقم9041 ثم اتجه د. المشد إلى المصعد

ماري اكسبريس
لم ينتبه د المشد إلى أن هناك من سبق إلى المصعد امرأة ليل تدعى مارى كالود ما جال عمرها 32عام وشهرتها مارى اكسبريس ملامحها وثيابها تدل على حرفتها المكياج صارخ الثوب ممزق مشقوق حتى منتصف الفخذين داخل المصعد اقتربت مارى من الدكتور المشد وبصوت فاحت منة رائحة الغراء قالت بسوار ميس لم يرد الدكتور المشد رغما أنها كررت المحاولة هز رآسة بسرعة ثم أدار عينية بعيدا صوب الإعلانات التي تتحدث عن برنامج السهر في النايت كلوب ولكن مري لم تجد سوى أن تقدم نفسها علية بصريح العبارة مسو أنت جذاب جدا لا تتردد فلن تندم لم ينبس د المشد بكلمة وإنما راح يمسح حبات العرق التي تساقطت على وجهة الذي علاه حمرة الخجل ولم ينقذه سوى وصول المصعد إلى الدور التاسع الجريمة بمجرد أن انفتح باب المصعد حتى انطلق د المشد إلى غرفته وقبل أن يدلف إلى باب الغرفة أدار أليها رأسه ليرى ما ستفعل مارى وجدها عن بعد تحاول اللحاق به وتشير إلية أن ينتظرها لكنة عاد وفتح باب الغرفة بسرعة ودلف إليها ثم اغلق الباب بسرعة فائقة الساعة السابعة والنصف مساء رجال الشرطة الفرنسية داخل غرفة د المشد رقم 9041 محتويات الغرفة مبعثرة د المشد ملقى على الأرض أثار لضربة قوية فوق رآسة قتلته على الفور د المشد قتيل البوليس الفرنسي أجرى تحقيقات واسعة ونجح في اكتشاف مارى سألها عن ملابسات الحادث أنكرت مارى ثم بعد ذلك أكدت أنها ظلت في ردهة التاسع تنتظر ربما غير المشد راية ودعاها لممارسة الرذيلة لكنها سمعت أصوات غريبة داخل الغرفة فأدركت أن د المشد ليس بمفردة لذا غادرت الردهة إلى حال سبيله

الموساد
مقتل د يحيى المشد الأستاذ بقسم الهندسة النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية أثار اكثر من تساؤل أولا ملاحقة امرأة الليل له حتى باب غرفته ثم تضارب أقوالها في التحقيقات حيث أكدت في البداية أنها لم تسمع أي صوت يصدر من الغرفة وبعد 15 يوم أكدت أنها سمعت صوت يصدر من داخل الغرفة وأخيرا اختفت مارى تماما وكأنها فص ملح وذاب ولم يعثر عليها رجال الشرطة لا في باريس ولا في أي مكان في العالم

ثانيا كان هناك أحد المرافقين العراقيين للدكتور المشد في زيارته لباريس ولكن الروتين العربي

أدى لنزول المرافق العراقي في فندق آخر غير الذي نزل فيه د المشد وهذا يدل على تقصير غير مقصود من العراقيين حتى يوفروا له الحماية الكاملة للمشرف على المفاعل النووي العراقي

ثالثا المعروف أن باريس في هذه الفترة كانت إحدى أهم المحطات الموساد الإسرائيلي في العالم والمعروف أيضا إن البرنامج النووي العراقي كان يثير الرعب في قلوب الإسرائيليين لذا فإسرائيل هي المستفادة الوحيدة من مقتل د المشد

وأخيرا فشل التحقيقات الفرنسية في كشف الغموض الحادث حتى الآن رغم مرور 20 عام وهو الأمر الذي قد يطرح سؤال عن العلاقات الوطيدة بين المخابرات الفرنسية والمخابرات الإسرائيلية

في الفترة التي لقي فيها د المشد مصرعه داخل غرفته بالفندق الشهير بباريس بضربة قوية بآلة حادة على رأسه

عودة