هبه سراج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هبه سراج

الحياة والمشاكل المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شهر بين العمالقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 08/07/2008
العمر : 31

شهر بين العمالقة Empty
مُساهمةموضوع: شهر بين العمالقة   شهر بين العمالقة Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 07, 2008 12:56 am

شهر بين العمالقة

للإمام الشهيد عبد الله عزام

نشر واعداد:
مركــز الــــشهيد عــــزام الإعــلامــي
هاتف (840480)
ص.ب (1395) بيشاور - باكستان

حقوق النشر محفوظة




من الصفات الواضحة التي تتراءى لكل من درس سيرة الإمام الشهيد عزام أنه رجل باحث, ويغلب عليه البحث في سنن المجتمعات وطبائع الناس ومقادير الرجال وسبل صلاحها وفسادها.
وتلك -ولا ريب- أعظم قضية بحثت على مر عصور التاريخ كلها. لأن الأزمة التي تعاني منها البشرية -وعلى مر التاريخ- هي أزمة النفوس وفساد الأرواح, وتحطم المجتمعات, وذلك حيثما تجهل السنن تجهل سبل إصلاح النفوس.
وإمامنا الشهيد -رغم أنه كان يعايش المجاهدين في معسكراتهم وخنادقهم- إلا أن أفغانستان واسعة, ما كان بإمكانه أن يعرف وضع المجاهدين وحقيقة الجهاد في شمال أفغانستان, إلا بعد أن قام برحلتين متتاليتين; رحلة مع الشيخ برهان الدين رباني ورحلة مع المهندس قلب الدين حكمتيار. تعر ف من خلالهما على كثير من وضع المجاهدين سواء كان الوضع الإجتماعي أو العسكري أو النفسي أو المادي, وحتى طبيعة البلاد الجغرافية ومستقبلها بين العالم.
وهناك حقيقة بدهية لابد أن يدركها القارئ جيدا وهي أن الشيخ -أو أي باحث- عندما يحكم على قضية أو شخص حكما ما فإنما يحكم عليه من خلال الظواهر وكثرة الشواهد والأدلة, وأما الباطن واليقين فلن يحكم عليه إلا رب العالمين.
ومن هنا وقعنا في حيرة من أمر إخواننا في الساحة حول بعض القضايا الإجتهادية ومنها هذا الكتاب.
فقبل استشهاد الإمام الشهيد رحمه الله د فع هذا الكتاب إلى الطبع, ثم قال الشيخ باللفظ تماما (أخ روا هذا الكتاب), ثم استشهد الشيخ ولم نعرف إلى متى يؤخ ر هذا الكتاب, وماذا كان يقصد الشيخ من كلمته, وبعد عدة أشهر بدأت الدعايات من كل جهة لماذا أخرتم هذا الكتاب??! لماذا لم ترسلوه إلى الطبع?? ولماذا .. ولماذا ...? وليت شعري لو أنهم يدركون حق الإدراك كم نجهد -ونرجو من الله القبول- في إخراج هذه الكتب إلى حيز الوجود, وخاصة في هذا الكتاب الذي نحن بصدده, ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
اجتمع الإخوة وبحثوا هذا الأمر وحاولنا أن نناقش كلمة الشيخ (أخروا هذا الكتاب) فبعضهم قال: يقصد الشيخ (لا تخرجوه) وبعضهم قال: إنما قصد الشيخ تأخيره لفترة بسيطة والآن لا داعي لتأخيره.
فسلم الكتاب للأخ أبي عبادة وأبي الحسن المقدسي وعكفوا على ترتيبه ثم مقابلته على الأصل كلمة كلمة مبالغة في الدقة فجزاهم الله خير الجزاء.
ووقعنا في حيرة بين الاخوة الذين يريدون اخراج هذا الكتاب بسرعة وبين الإخوة(1) الذين وقفوا في وجهه بحجة أن الشيخ قد مدح فيه بعض الأشخاص الذين هم ليسو موضع ثقه عندهم!!
فقلنا لهم نحن لا نستطيع أن نؤخر كتابا مهما كان السبب. فنحن يهمنا تجربة الشيخ ونتائج رحلته فقط, والشيخ عندما يزكي أحدا فإنما يعرف الظاهر والله يتولى السرائر.
وأما نحن -في مركز الشهيد عزام الإعلامي- فقد قررنا منذ البداية أن نخرج كل كلمة قالها الشيخ حتى ولو غضب بعض الناس أو اعترض الأخرون, لأن الأمانة العلمية والتاريخية تقتضي ذلك, وكل ما قاله الشيخ أو كتبه لابد أن يخرج للناس ليحكم عليه الناس بأنفسهم.
والآن فقد جاءت الفرصة المناسبة لإخراج هذا الكتاب بعد أن تعانق الاخوة الأحبة وأصبحوا تحت قيادة واحدة وبهذا نكون قد أدينا ما علينا ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وبعد ... فهذه مقدمة وضعناها بين يدي القارئ الكريم حتى يكون معنا في صورة الملابسات التي أحاطت بهذا الكتاب ويدرك السبب في تأخيره إلى الآن.
راجين من الله عز وجل أن يتقبل منا ذلك خالصا لوجهه الكريم, وأن نجد هذه الخدمة في ميزان حسناتنا يوم القيامة, إنه سميع مجيب.

مدير المركز
أبو عادل عزام

شهر بين العمالق......
الطريق الي طالقان
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:
من قرية على مقربة من بنجشير أكتب إليكم, بعد رحلة شعرنا فيها بالبركة والراحة والتيسير الكبير بفضل الله العلي الكبير, وبصحبة الأستاذ رباني الذي كان نعم الصاحب والرفيق والأخ الشقيق.
وقد انطلقت القافلة يوم الخميس الماضي 8/9/8891 من "شترال" بالسيارات وبتنا في "جرم جشما" وانطلقنا صباح الجمعة من "جرم جشما" إلى الحدود واجتزنا الحدود وقضينا يوم الجمعة في معسكر صغير وكان يصاحبنا الأخ الحبيب أبو ابراهيم ويوم السبت تسلقنا الجبل الأول الذي يعترض طريقنا واسمه ديوانا بابا (الجبل المجنون) وقد مكثنا في تسلقه والنزول منه حوالي خمس ساعات ونصف, ونزلنا عند رجل مضياف لكل المجاهدين المارين وداره تعتبر مضافة لكل مار بهذا الطريق ومع هذا لا يطمع من المجاهدين بدرهم ولا دينار ولا تكل أزواجه وأهله عن الطبخ والخبز وتقديم الطعام الذي لا يقل عن الخبز والشاي, فقلت له: يا حاج متين (أنت مثل حاتم طائي) الذي كان يقول لغلامه:
أوقد يا غلام فالليل ليل قر والريح يا غلام ريح صر
إن جلبت ضيفا فأنت حر
فقال لا أطمع من أحد بشيء إلا إذا كتب الله لنا الحج على أيديكم. وبتنا أسفل الجبل الثاني الذي يعترض القادم إلى الشمال اسمه "كافر كوتل" وقد أطلق عليه الأستاذ رباني "مجاهد كوتل" وهو يرتفع أكثر من أربعة آلاف متر فوق سطح البحر وقد استغرق تسلقه (سبع ساعات ونصف) ولا يستطيع أن يتسلقه حصان ولا بغل إلا إذا كان خاليا من راكبه, وفوق قمة الجبل جلسنا ووج ه الأستاذ رباني كلمة للمجاهدين.
ثم بدأنا ننحدر من قمة الجبل إلى السفح وقد استغرق نزولنا الجبل قرابة ثلاث ساعات وهذا الجبل هو الفاصل بين نورستان وبدخشان, وفي خضم الجبل توجد ثلاث طائرات منها طائرة لاتزال تحتفظ بجديتها وآلاتها ولم يأكلها الصدأ بعد, وفي غابة صغيرة رأينا المجاهدين الذين يرتدون الألبسة الخاصة (أردية الجيش وبأحذية ذات نوع واحد) وقفوا في انتظارنا واستقبالنا وكانت هذه المجموعة المتقدمة عبارة عن سرية متقدمة لأمنيات الطريق وتأمين المبيت في هذا المكان, وبتنا في وسط هذه الغابة التي تسفح سبرات رياحها الوجوه وتلذع نسماتها القارسة الأعصاب, وقد تناولنا طعام العشاء من لحوم الظباء (الغزلان) وكانوا قد اصطادوا لنا مجموعة من الغزلان وفي الصباح غادرنا وسرنا حتى زالت الشمس وشارفت الساعة الثانية ظهرا وإذا بأخوين عربيين (أبي طه العراقي, شقيق ياسين وأبي أيوب, والثاني الأخ يونس المصري) وكان لقاء حارا وعناقا يعبر عن أخوة عميقة وأشواق دفينة لم يتمالك أبو طه نفسه حتى فاضت العبرات وسالت الدموع على الوجه سيلا .
قال أبو طه: نحن عائدان إلى باكستان ولكن قدومكم جعلنا نغي ر خطتنا فلابد من مرافقتكم بضعة أيام حتى نقوم ببعض الخدمة وكانا مستأجرين لفرس معها صاحبها وفرس آخر لهما خاصة -ملكا لهما - فسر حا صاحب الفرس ودفعا له الأجرة ثم عادا أدراجهما يرافقاننا هذه الرحلة. وأخبرنا أبو طه: إن الأمير على بعد ساعة, وكلمة الأمير إذا أطلقت في جهة الشمال فإنما تعني أحمد شاه مسعود.
وبعد قليل وإذا بمسعود وأرينبور ونجم الدين ينتظران على تلة, وترجل الأستاذ رباني وترجلنا وكان عناقا حارا بيننا وبين هولاء القادة الثلاثة ووقفت وكأنني لأول مرة أرى الجهاد أمام سرية تعدادها مائة مجاهد منظمة واقفة في طابورين عسكريين بأسلحتهم, ذوي بزة عسكرية متشابهة ووقفة تنم عن العزة وتحيي في أعماق النفس الافتخار بهذا الدين الذي يضمنا وبهذه القيم التي تجمعنا وتحت راية لا إله إلا الله التي تلفنا.
سالت من الغاب الشبول غلابه--ا
لبن اللباة وهاج عرق الضيغ-------م
لينم أبو الأشبال ملء جفون---------ه
ل----يس الشبول عن العرين بن--وم
وتقدم قائد السرية وألقى التحية العسكرية للأستاذ رباني وتكلم الأستاذ أرينبور كلمة حيا فيها القادمين, ثم تكلم الأستاذ رباني كلمة طويلة وقدمني وتكلمت عن دور الجهاد الأفغاني في صناعة التاريخ الإسلامي من جديد, وكان لقاء تاريخيا ودوى فيه التكبير وعلا فيه الهتاف وأما أحمد شاه مسعود فلم يتكلم سوى أنه أشار إلى أرينبور بأن يتكلم ثم ركبنا الجرد الأبابيل من العتاق المذاكي وانسابت بنا الخيول متوجهة إلى قاعدة (كران ومنجان) وعلى الطريق كان أحمد شاه يتكلم مع رباني وعبد الله أنس يترجم لي ونحن نمتطي صهوات الجياد.
خيول لاتضاع إذا أضيع---------ت
خيول الناس في السنة الجم--اد
ينازعن الأعنة مضيع------------ات
إذا نادى إلى الفزع المن-----ادي
فقلت للشيخ رباني ممازحا , قل لمسعود أين ذهب لحمك (فما هو إلا الجلد والروح والعظم). ثم قلت له بيت المتنبي:
كفى بجسمي نحولا أنني رجل
لولا مخاطبتي إياك ل----م ترني
فابتسم وتكلم مشيرا لعبد الله أنس: لقد قلت له (لعبد الله أنس). إذا رجعت وحدك فلن نسمح لك بدخول "بنشير". وعبد الله أنس له مكانة مرموقة في قلب أحمد شاه وفي نفوس أتباعه, وكان عبد الله أنس إذا ظهر بين المجاهدين أشارت إليه الأصابع وبدأت الألسنة تردد اسمه, وهو شخصية إسلامية متوازنة ذو أفق واسع, يجد مدخله إلى قلوب مستمعيه ويختلس أفئدة المحيطين به ويأخذ بألباب الذين يصغون إلى كلامه, وطوينا ليلتنا في "كران ومنجان" وفي الصباح خرجنا على الخيول وبدأ أحمد شاه يشرح لنا عملية احتلال كران ومنجان.
فقال : لقد كان الفتح كرامة ربانية قبل كل شيء. ثم بدأ يرينا الجبال التي تسلقها المجاهدون وتعجب كيف استطاع المجاهدون أن يتسلقوها وهي قائمة تناطح السحاب كأنها جدار أملس, وكم يشدك تصميم هؤلاء وعزيمتهم, وطاقتهم, قال مسعود:
لقد تسلقوا هذه الجبال خمس ساعات متواصلة في التسلق وشدة البرد تجمد الأطراف وبعضهم يحمل الدوشكا على ظهره وآخر مدفع (57) وثالث مدفع (28) ولولا أني كنت أسمعها من فم مسعود لما كدت أصدق أن طاقة البشر تستطيع القيام بهذا العبء الثقيل. وتحمل هذا العناء وتطيق هذا البلاء, وقال مسعود: لقد كنت لا أستطيع أن أضغط على اللاسلكي لشدة البرد حتى أتكلم فيه, ونفد الطعام وطلب مسعود من إرينبور أية قطعة خبز أو حبة من الحلوى فلم يجد, ومع أن الحصون التي كان يقبع بها الأعداء جد منيعة لا يخترقها رصاص ولا قذائف وهي ممتدة على طول خمسة كيلو مترات إلا أن الله قذف في قلوبهم الرعب
(سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين) آل عمران.151
واقتحم المجاهدون على الكفار حصونهم وكانت مقاومة شرسة وانقضوا عليهم كالصواعق:
همام إذا ما فارق الغمد سيفه
وعاينته لم تدر أيهما النصل
ولم تمض سوى ساعتان إلا ربعا حتى استسلمت جميع المراكز
أرى كلنا يبغي الحي--اة لنف---------------ه
حريصا عليها مستهاما بها صب----ا
فحب الجبان النفس أورده التق-----ى
وحب الشجاع النفس أورده الحربا
والحق أنك لا تدرك الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأبطال في عملياتهم وفتوحاتهم إلا وأنت تقف فوق أمثال هذه الأرض وأنك لتدرك البون الشاسع في الاستعداد العسكري والطاقة والتنظيم عندما ترى هذه المنطقة (علاقه داري: كران ومنجان) تتهاوى خلال أقل من ساعتين تحت ضربات المجاهدين, وتقارن بينها وبين قلعة (تشاوني) التي مكثت متمردة شاهقة أمام جموع المجاهدين خمس سنوات, مع أنه لا مقارنة بين تحصينات تشاوني وبين كران ومنجان, ويذهلك الأمر عندما تعلم أن الجبال التي تسلقوها كانت مغطاة بالثلوج, قال أرينبور: لقد أكرمنا الله بالضباب نزحف تحته مع أن السماء كانت صافية.
وأما أرينبور فتحسبه لتواضعه أحد الخدم لا يجلس إلا في طرف المجلس مع أنه فتح مدينة (كشم) قبل أيام فترك الجرحى وجاء لاستقبالنا, وقد كان فتح "كشم" آية من آيات الله و"كشم" محصنة أكثر من "كران ومنجان" وقد كان فيها عشرون مركزا محصنا حول المدينة وفيها مطار محصن تحصينا كبيرا وكل خنادقه تحت الأرض وقد كان قائد الشيوعيين (عبد الرزاق) يقول عن مركزه المحصن في مدخل المدينة (إذا استطاع المجاهدون أن يقتحموا حصني هذا فلا شك أنهم يستطيعون فتح كابل), والحمد لله (لقد أذل الله الكفار:
فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب
الحشر:2
ولقد فتح الله "كشم" على يد أرينبور وولى عليها أحد أتباعه وجاء لمصاحبتنا ومرافقتنا.
شخصية أرينبور:
يعتبر هذا القائد أحد أبناء الحركة الإسلامية الأوائل في أفغانستان ويعده الدعاة أستاذهم ومربيهم, بل يعتبر الآن مفكرا من مفكري الدعوة الإسلامية. ويعتبر الشخص الثاني بعد مسعود في المناطق الشمالية, ويميزه تواضع جم وأدب رفيع عدا ما يذكر عنه من الزهد والعبادة والنوافل.
دخول كشم: واحتل المجاهدون كشم وكأنهم جيش منظم وذلك لأن الإمارة واحدة في الفتح ولم يشترك مع أرينبور سوى مجموعة (سرية) من الحزب الإسلامي يقودهم (فداء محمد) الرجل الذي يشار إلى طيبه بالبنان ويثني على اعتداله واتزانه كل لسان.

فداء محمد وسرية البخاريين:
وسرية فداء محمد من أبناء بخارى الذين هاجر آباؤهم من بخارى قبل ستين سنة, وهم يعدون أنفسهم ويربون أرواحهم لاسترداد بخارى الذي يعتبرونه أهم فرض الأعيان. ومن بين أفراد السرية يلفت نظرك غلامان صغيران أحدهما فيض الله محمد (11سنة) ونور الله محمد (01 سنوات).
قال يونس المصري: قبل فتح كشم سألت نور الله: إلى أين يانور?. فقال: أنا ذاهب لأقلع شجرة الخلقيين (الشيوعيين) من جذورها وأقطع بذرتهم.
وأما فيض الله الذي كان يخوض المعركة حافيا فكل ما يحلم به بعد الفتح أن يجد حذاء جديدا يلبسه كما قال: أبو طه.
وغلام ثالث اسمه خدا يداد (عطاء الله) 61 عاما فقد أطلق سبعين قذيفة (آر. بي. جي) على المركز الذي دخلوه مع أبي طه وكان أول المقتحمين على الشيوعيين حصونهم.

في قرية آبي:
وفي هذه القرية قرب بنجشير ضمتنا جلسة ممتعة مع الإخوة رباني ومسعود وأرينبور, وبدأ مسعود يتكلم عن معدن اللازورد: الذي يستخرج من الجبال المحيطة فإنه يستخرج من الجبال المحيطة ثلاثمائة وخمسون طنا سنويا ومعدل ثمن الكيلو الواحد 02 دولارا أي أن دخل اللازورد حوالي 7 مليون دولار سنويا . أما الزمرد الأخضر: فهو من الجواهر الكريمة وقد بيع قدر الأصبع منه في هذا العام بمليونين ونصف المليون من الدولارات.

امكانيات أفغانستان:
قال رباني: إنها تزخر بالمعادن: البترول, والغاز في جوزجان, واليورانيوم في قندهار, والحديد في باميان وبإمكان أفغانستان الاكتفاء الذاتي بالقمح والأرز والسكر.
قال أرينبور: إن أزمتنا هي أزمة الرجال من الدعاة الذين يحملون أعباء الحكم الإسلامي فأجبت: إن في العالم الإسلامي طاقات كثيرة سواء من أبناء الدعوات أو من المسلمين الملتزمين وبإمكانكم بعد أن تمسكوا بزمام الحكم وتمسكوا بمقود القيادة في أفغانستان أن تستعينوا بهذه الطاقات الضخمة شبه المعطلة في العالم العربي والأدمغة المهاجرة في أمريكا وأوروبا.
إن الخطوة الأولى أن تطيحوا بالحكم في كابل وعساه أن يكون قريبا وبعد هذا فالأمر سهل -بإذن الله-.
وإن الذي أعانكم على خوض هذا المضمار المضطرم باللهيب خلال عشر سنوات وقد اجتزتم هذا الخضم المتلاطم من الصعاب والمشاكل والعقبات, هو سبحانه قادر على أن يعينكم في ارساء قواعد الحكم الإسلامي في ربوع أفغانستان
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)يوسف:12
قلت لمسعود : نريد أن نخوض معكم عملية افتتاح إحدى المدن أو المراكز الكبيرة.
فرد أرينبور: إن حياتك ليست ملكا لك ولا لأفغانستان إنما هي للأمة الإسلامية جميعا , فأجبت:
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤج) آل عمران: 54
ورددت :
أي يومي من الموت أفر يوم لاق--در أم يوم ق-----در
يوم لا قدر لا أرهب--------ه ومن المقدور لا ينجو الحذر
وأضفت قائلا : إن كثيرا من الدعاة كانت شهادتهم أفضل للدعوة وللإسلام من حياتهم:
ففي القتلى لأجيال حي-----اة
وفي الأسرى فدى لهم وعتق
وللحرية الحمراء ب-----------اب
بكل يد مضرجة ت-----------دق
ثم ذكرت قصة استشهاد سيد قطب وكيف كانت دفعة قوية للدعوة الإسلامية في العالم وهزة عنيفة أيقظت الكثيرين من المسلمين من سباتهم وكانت بداية للصحوة الإسلامية التي أصبحت ظاهرة في الربع الأخير من هذا القرن.
وأضفت قائلا : إن تفسير في ظلال القرآن لم يطبع في حياة سيد سوى مرة واحدة ولكن في السنة الأولى بعد استشهاده طبع سبع طبعات.
فعقب أحمد شاه قائلا : إن كان لديك وقت ففي مخططنا سلسلة عمليات ونحن ننتقل وإياك في السيارة فقلت: إن شاء الله أمشي أو أكثر.
قال الشيخ رباني: نحن هنا جنود عندكم فلا نأمركم بشيء. فقلت: نعرض رغبتنا بالقتال ونحن نلتزم بالأوامر ونأمل من الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.






البغل بمائة شيوعي)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hibaserag.yoo7.com
 
شهر بين العمالقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هبه سراج :: القسم الإسلامى :: أصوات من السماء-
انتقل الى: